بورتريه الكاريكاتير المميز الذي أفرده الفنان حسن ادلبي للأمير الفارس رياض نجيب الريس تحية له في رحيله ..ووضعه راية حداد وحضور في وداعه ..بما يحمله هذا الرسم الفارد من إجمال ورؤيا ونزوع وخطف إبداع يمتلكه الفنان حسن ادلبي ويميزه عن غيره ومايحمله ويعبر عنه الرسم تجسيدا وابتكارا على شخصية تاريخية فاردة في الأدب والفانتازيا والفروسية وهي شخصية الدونكيشوت ..لكن الدونكيشوت هنا أساسه بملامح وإسناد عربي عميق في الخيالة والأدب ..( الجاحظ ..التوحيدي .. الواسطي ..التيناوي ..رفيق شرف ..محمود كحيل ..حبيب حداد )وهنا باعتماد ساحة الصحافة والكلمة من جهة والموقف وسلاح القلم كفعل وحراك وحضور وملاء فيها ..حتى لكأن قطرة الحبر النازلة من قلم الدونكيشوت الذي هو سلاحه والراكب حصانه على صحف وصحافة ..
في معركة وجود تختصر الدم البشري كله ،وتستدعي رموز عدالته ( سبارتاكوس ..عنترة ..ربيعة بن المكدم ..قطري ابن الفجاءة ..حتى الفلسطيني المارد فارس عودة ..والسوري الساروت ) وهو يفرق التاريخ لينتمي إلى الحرية ..حرية الكلمةحرية الموقف ..حرية الفارس الذي هو مثال أمة ويكافح بتراجيديا روح امة ..
وهذه قضية ومشروع وفروسية أحد اعلام التحرر العربي في قرنين ..وهي المشروع الرّيسوي الذي نذر له الفارس رياض الريس حياته ليس صحفيا ولا نقديا ولا بدار نشر عظيمة ومجلات بل بنقد كلي ، وبرؤيا شاملة لتراث وميثيولوجيا وأفاق مشروع تحرر حقيقي ووجود ..بل خلق وتشكيل تيار رؤيوي فروسي تراجيدي ودونكيخوتي في آن معا ..والريس وإن كان احد فرسان مجلة وديوان شعر، وأحد أهم مؤسسيها ..(يوسف الخال وجبرا وانسي الحاج وادونيس )فإن هذا الصحفي الناقد المنتمي الى بيت صحافة وحرية ..قد تجاوز مشروع ومجلة شعر فكان مشروعا وحده ..يذكر بفرادة نزار قباني ودرويش شعريا وتراجيديا ..وإن رحل هذا الفارس مخضبا بجراحه من خنازير وحشية خارج القيم وحضارة العمران ..بل برماح وسياف مؤجرة وتابعة ..فقد خط لشخصه ولأسطورته هرما عاليا لن يمحه طوفان ..والفنان حسن ادلبي المشبع بروح الصيد.. الساحر في عالم الرسم والتصوير والكلمة ..والذي اشتغل مع الريس في دار نشره ومجلتي الناقد والنقاد ..وتأمل طويلا حضور هذا البرنس ،وخصائص تمكنه ووثوقه ومواجهته الواثقة ..استطاع لا أن يلخص رسمه ..بل أن يخطّ بخطفه عموم وجمع شخصية بطله الأسطوري بتعبير وجهه وجسده كله فوق حصانه ..ببصمة ونكهة وفرادة رسام كاريكاتير يفترق عن كل رسامي عصره الكبار علي فرزات ..البهجوري ..ناجي العلي ..وسواهم ..وقد ذكره الفنان البهجوري يوما فقال : حسن ادلبي كان يوما تلميذي وقد اصبح معلمي ..و شهادة الكبير الريس بتجربة الفنان ادلبي مازالت حاضرة : “ينمي حسن ادلبي موهبته الابداعية ، ويعزز ثقافته السياسية ، ويتضح اسلوبه الفني ليصبح أحد ألمع رسامي بورتريه الكاريكاتير المعاصرين العرب” .طوبى للراسم والمرسوم