وغداً صباحاً
سوف أحزم خيبتي
وأحنُّ يا أمي
إلى امرأةٍ سواكِ!…
أنا لم أعد أكفي
وصوتكِ لم يعد يكفي
لأشعرَ بالقليل من الولاده..
حتى “صباحُ الخيرِ”
ماتتْ بيننا
لما تركتِ أبي ينامُ
على يَدَيْ نَفْسِ التي سرقتِ صِبَاكِ
سأقول للمنفى:
– قتلتكَ،
قبل أنْ آتي إليكَ
فليس لي وطنٌ
أهاجرُ منهُ
أو جنحٌ يخافُ من الشباكِ…
ويقول لي المنفى:
ـ أحبكَ!…
فانظري أماهُ ما اقترفتْ يداكِ…
***
وغداً صباحاً
سوف أُلقي ـ يا أبي ـ في البحرِ
آلهةَ النضالِ..
داسوا علينا مرّتينِ
تعال نصبح في الرصيفِ
فماً
ونأكلُ من يقودون الخطا
في الليلِ
نسقي شارعاً عَرَقاً
ليمشي مرةً فوق النّعالِ…
تعالَ نفضح في شمالِ الشرقِ
غربنة الشمالِ..
تعال نقرأُ
ـ قبل أن نلقي الرصاص على ابن رشدَ ـ
دمَ السؤالِ…
تعال نمنح لحم رقبتنا الحياةَ
لترتقي فوق النصالِ…
كفاكَ تبحثُ في الرمالِ
عن الخرائطَ
لا خرائطَ في الرمالِ
أنا وجدتكَ قرب أشيائي
فكنتَ أبي
ولكنْ كن أبي
يعقوب قاتل كي يكون أباً
وكنتَ.. بلا قتالِ!…
وغداً صباحاً
سوف أتركُ ما تبقّى لي من الذكرى
على شَغَبِ الرفاقْ..
هم يعرفونَ
متى وكيف وأين تبتدئ الهزيمةُ
يعرفونَ
متى سنُطردُ من بيادرنا
ونُطردُ من عقولِ الناسِ
من مستقبل الطرقاتِ
حتى عطلة التاريخِ
أو سَفَرِ السبايا
يعرفونَ
متى ستبصقنا الحكايا
يعرفونَ
متى ننامُ
وكم رصيفاً سوف نوقظُ
كي ننامْ…
أرجوكَ
لا تطلقْ على أطفالنا
طفلاً حرامْ
أرجوكَ
هرّبني مع التبغ الرديء
إلى بلادي
أرجوكَ
لا تعلن على صوتي الوصايةَ
يا سفيراً من رخامْ…
فغداً صباحاً
سوف أخرجُ
سوف أصرخُ
لا صلاةَ
ـ على الذين يهرّبون القتل في عُلَبِ السلامِ ـ
ولا سلامْ…