تخيير طفلة مهاجرة على الحدود الأمريكية بين والديها قبل ترحيل أحدهما

ما الذي من الممكن أن يكون أسوأ كابوس يمر في ليل فتاة تبلغ من العمر 3 سنوات؟ قد تبدو فكرة البحث غريبة ولا تتجاوز الإجابات بعض الأمور الصغيرة الطفولية، إلا أن الحقيقة بالتأكيد لا تشبه ذلك.

كابوس على شكل سؤال داهم فتاة مهاجرة من هندوراس تبلغ من العمر ثلاث سنوات على الحدود الأمريكية: “هل تريدين أن تبقي مع والدتك أو والدك؟”

في أحد مراكز الاحتجاز الحدودية الأمريكية في إل باسو، تكساس، كان هذا سؤال طرحه ضابط هجرة أمريكي، وأخبر العائلة الهندوراسية أنه سيتم إرسال أحد الوالدين فقط إلى المكسيك، بينما يمكن للآخر البقاء في الولايات المتحدة مع أسرته المكونة من ثلاثة أطفال – إضافة إلى الفتاة ذات السنين الثلاث لديهما ابنة عمرها 9 سنوات وابن عمره 6 سنوات- بحسب ما ذكر الراديو الوطني العام NPR.

“لأنها أكثر ارتباطًا بي، اختارتني، لكن عندما بدأوا بإبعاد زوجي، بدأت بالبكاء، ليقول لها الضابط لقد اخترت البقاء مع والدتك” تقول الأم تانيا.

تانيا وزوجها جوزيف قالا إنهما أمضيا ما يقرب من يومين الأسبوع الماضي في محاولة لمنع شرطة الحدود من تفكيك أسرتهما، بمساعدة طبيب فحص ابنتهما.

في جلسة يوم الأربعاء، 10 تموز/ يوليو ، طالبت محامية الأسرة، على خلفية معاناة الطفلة من مرض في القلب، بإعفاء العائلة من بروتوكولات حماية المهاجرين (MPP)، أو ما يعرف بنظام البقاء في المكسيك والذي بموجبه يتم إبقاء آلاف المهاجرين في مدن خطرة شمال المكسيك بانتظار صدور أحكام تخص هجرتهم من قبل المحاكم الأمريكية .

وقدمت المحامية أدلة من عيادة مكسيكية بأن الفتاة البالغة من العمر 3 سنوات أصيبت بنوبة قلبية. مع ذلك أكد القاضي أن لا سلطة له لاستثناء العائلة من إجراءات البروتوكول، لكنه طلب من محامي وزارة الأمن الداخلي أن يأخذ مخاوف المحامية بعين الاعتبار.

الخميس تم فحص الطفلة من قبل طبيب عامل على الحدود، أعطى تقريراً عن حالتها وعن وجوب بقاء العائلة سوية دون تفريق وهو ما تم في نهاية المطاف بعد مصاعب عدة، حيث تم نقل العائلة لمأوى مهاجرين في إل باسو الجمعة، قبل أن يتركوا إل باسو الأحد للانضمام إلى أقاربهم في ميدويست.

وهربت الأسرة من هندوراس بعد أن شهدت تانيا مقتل والدتها، واختطاف شقيقة زوجها وتعذيبها وقتلها لكونها كانت شاهدة كذلك. وبعد تلقي العائلة تهيداً بالقتل في حال عدم المغادرة خلال 45 دقيقة، هربت العائلة إلى الولايات المتحدة.

النائب الديموقراطي عن إل باسو فيرونيكا إسكوبار قالت إنها ستسعى لفتح تحقيق حول حقيقة محاولة حرس الحدود فصل العائلة عن بعضها والطلب من طفلة تبلغ ثلاث سنوات الاختيار بين أحد والديها، الطلب الذي وصفته بالمرعب والمثير للغضب بحسب ما نقل الراديو الوطني العام NPR.

يذكر أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي أقر كل هذه الإجراءات المشددة وسن تشريعات تعرقل عمليات الهجرة قد أدين في الكونغرس الأمريكي الثلاثاء 16 تموز/ يوليو، بسبب تصريحات تتسم بالتمييز العنصري ضد أربع نساء ديمقراطيات في الكونغرس ينتمين لأقليات مختلفة، عبر تغريدات نشرها يوم الأحد، قال فيها للنساء الأربع إن عليهن أن يعدن “للمساعدة في إصلاح الأماكن المنهارة الموبوءة بالجريمة التي أتين منها”.


يقول محدّثي :
لمّا تخرج الكلمة للعلن …فلا سلطة لك عليها …
كل يرميها بسهم عينه ..

 

ماهر حمصي

إبداع بلا رتوش
إشترك في القائمة البريدية