قالت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية إن الدعم الروسي منقطع النظير لسوريا في محاولتها، استعادة كامل أراضيها التي فقدتها خلال سنوات ( الهولوكست ) التسعة، تسعى في مقابله لتحقيق العديد من المكاسب التي على رأسها إيجاد موطئ قدم لها في الشرق الأوسط، وإظهار قوتها لحلف الناتو.
وأضافت الصحيفة، أن تصور روسيا للحياة الوردية في سوريا يتناقض تمام مع الواقع الذي تكشفه صور أطلال المنازل المهدمة في كل أرجاء سوريا وخصوصا إدلب أخر معاقل المعارضة المسلحة.
وتابعت، إن النظام السوري مصمم على القضاء على آخر معقل للمقاومة في إدلب ، في شمال غرب سوريا على الحدود مع تركيا، وتدعم روسيا الهجوم بالكامل من خلال الغارات الجوية، وهدف موسكو ليس فقط دعم صديق قديم، سوريا، ولكن أيضا بإظهار القوة الروسية ضد حلف الناتو.
ونقلت الصحيفة عن إليزابيث تسوركوف، الخبيرة في معهد أبحاث السياسة الخارجية قولها:” إن روسيا وسوريا تبدو الآن ملتزمتين بالتقدم العسكري، الأمر الذي قد يترك مجرد قطعة أرض على طول الحدود التركية للمعارضة، وجزء آخر من الهجوم بدا نية في كسر روحهم عن طريق خلق البؤس والخوف.
وأضافت تسوركوف: “لا أعتقد أنهم يهتمون بالخسائر المدنية بل وفي بعض الأحيان يجدونها مفيدة لسياستهم المتمثلة في التهجير الهادف لمناطق الخطوط الأمامية، ويمكن أن تصبح إدلب أسوأ أزمة إنسانية في الحرب في سوريا
وأوضحت الصحيفة، أنه بصرف النظر عن التحالف الوثيق مع سوريا الذي يعود لعقود من الزمن، فإن المصلحة الاستراتيجية الرئيسية لروسيا هي قاعدتان عسكريتان أساسيتان، حميميم الجوية، وطرطوس البحرية، مما يمنحها موطئ قدم عسكري على البحر الأبيض المتوسط .
وتابعت، الأمر الأكثر أهمية هو قاعدة حميميم الجوية، التي توفر الغطاء الجوي للبحرية الروسية في شرق البحر الأبيض المتوسط، تلك الوسائل تعني تأمين الحليف الروسي ورأس النظام السوري بشار الأسد.
وأشارت إلى أن دعم روسيا لحملة سوريا لاستعادة الأراضي في إدلب يهدد استراتيجية أخرى لموسكو، محاولتها بناء علاقات أوثق مع تركيا.
ودفعت الروابط بين بوتين وأردوغان إلى دق إسفين بين تركيا وحليفتها الرئيسية في الناتو، الولايات المتحدة، وأدى هذا الصدع إلى تمكين روسيا كلاعب مهيمن في سوريا.
عن الواشنطن بوست ، للاطلاع على التقرير كاملا ، اضغط هنا