الغارديان: دراما سورية تستخدم صورة ضحية تعذيب في سجون النظام على أنها “جثة مجهولة”

تناولت صحيفة “الغارديان” البريطانية في تقرير نشرته، يوم الإثنين، مسألة تزييف الدراما السورية لحقائق الثورة التي اندلعت في البلاد قبل نحو 9 سنوات، وتحدثت عن مسلسل “مقابلة مع آدم” المعروض في شهر رمضان الحالي، والذي أثار سخطا بعد استخدام صورة لضحية التعذيب في السجون السورية رحاب العلاوي (24 عاما) على أنها امرأة مقتولة في أحداث المسلسل.

في هذه الدراما البوليسية تُقتل امرأة مصرية تعيش في سوريا كانت حاملا من ابن صاحب العمل الغني على يد عشيقها. وبينما تلعب ممثلة دور المرأة في ذكريات الماضي، تظهر في الحلقة الرابعة صورة رحاب العلاوي، في يد محقق طبع صورة للجثة.

المسلسل من إخراج وتأليف فادي سالم وبطولة غسان مسعود ورنا شميس، ويدور حول طبيب متخصص في الطب الشرعي يدعى آدم، وكيف تنقلب حياته عندما يتورط في قضية تجارة الأعضاء.

صورة رحاب التي ظهرت في المسلسل صورة شهيرة لها، تبدو فيها وقد علا جبهتها ملصق يحمل رقما، وهي الصورة ذاتها التي تم تسريبها عام 2015 من خلال أحد الضباط السوريين المنشقين، والذي عرف باسم “قيصر”.

ونقلت “الغارديان” عن مي السعدني، مديرة الشؤون القانونية والقضائية في معهد التحرير لسياسة الشرق الأوسط: “كانت الصدمة والشعور بالانزعاج فظيعا. إن تقديم ضحية تعذيب سورية معروفة كما لو كانت ضحية مجهولة للسوريين في دراما خيالية أمر مقلق بشكل مزعج، وفي أسوأ الأحوال قد يكون صدمة مقصودة ومحاولة لإعادة كتابة تاريخ النظام وتورطه في التعذيب”.

رحاب العلاوي

رحاب العلاوي، من دير الزور، إحدى المدن الأولى في سوريا التي شهدت احتجاجات مناهضة لبشار الأسد في 2011. كانت تدرس الهندسة المدنية في دمشق عندما بدأت الثورة. أصبحت أكثر انخراطا في الثورة بعد اختفاء شقيقها الأكبر عاصم وقتله على يد قوات الأسد في وقت لاحق من ذلك العام.

اعتُقلت رحاب في يناير/ كانون الثاني 2013، وتوفيت في سجن سوري سيئ السمعة عام 2014. وقد أخبرت زميلة سابقة لها في السجن والدتها وأشقاءها أنها خضعت للاستجواب والتعذيب لمدة ساعتين يوميا وكانت تعود إلى الزنزانة وهي تبكي وترتجف من الخوف.

قال شقيقها حمزة، الذي يعيش الآن في الخارج، “بذلنا قصارى جهدنا لإنقاذ حياتها، لكننا فشلنا”. “دفعنا حوالي 150 ألف دولار لمحاولة تأمين إطلاق سراح رحاب.. أرسلنا رسائل وأموال إلى العديد من الضباط العسكريين الذين وعدوا بتهريبها إلى لبنان. قالوا لنا إنها في أمان لكنهم لم يتمكنوا من تقديم أي دليل. علمنا فيما بعد أنهم أخذوا أموالنا وكذبوا”.

وأشارت “الغارديان” في هذا السياق إلى أن البرامج التلفزيونية السورية قامت بتوجيه العديد من روايات النظام منذ اندلاع الثورة، إذ غالبا ما يُشار إلى المتظاهرين السلميين وأعضاء المعارضة المسلحة على أنهم إرهابيون، حتى أن مسلسلا في رمضان العام الماضي سخر من ضحايا هجمات الأسلحة الكيميائية من خلال الإيحاء بأن فرق الإنقاذ في مناطق المعارضة قد رتبت الأحداث.

عن الغارديان البريطانية ، للاطلاع على الموضوع الأصلي ، اضغط هنا


يقول محدّثي :
لمّا تخرج الكلمة للعلن …فلا سلطة لك عليها …
كل يرميها بسهم عينه ..

 

ماهر حمصي

إبداع بلا رتوش
إشترك في القائمة البريدية