الخوذات البيضاء السورية تحصل على تأشيرة دخول أميركا لحضور الأوسكار

أكد اثنان من متطوعي الإغاثة السوريين أنهما يجهزان للسفر الأسبوع المقبل؛ لحضور حفل جوائز الأوسكار الأميركية، حيث ترشح فيلمهما الوثائقي “الخوذات البيضاء” The White Helmets لنيل جائزة أوسكار، بعد أسابيع من الغموض والتردد حول مسألة سفرهما؛ نظراً لحظر الرئيس الأميركي دونالد ترامب دخول بعض الجنسيات إلى أميركا، من بينها السورية.

وقد حصل كل من رائد صالح قائد فريق الخوذات البيضاء، والمصور السينمائي خالد خطيب، على تأشيرة دخول الولايات المتحدة؛ من أجل حضور حفل توزيع جوائز الأوسكار في لوس أنجلوس، المزمع إقامته في 26 فبراير/شباط الجاري، حسب ما قالته المنتجة جوانا ناتاسيجارا.

وقالت ناتاسيجارا: “لدى كل منهما تأشيرة صالحة للسفر، بيد أننا نبقى حذرين من إجراءات عملية دخولهما البلاد، فالأمور ظلت حتى اللحظة غير واضحة، إلا أنه يقال لنا إن دخولهما مرحَّب به”.

أما صالح، فقد نقل عنه موقع ميدل إيست آي البريطاني قوله عبر الهاتف: “لقد حصلنا على التأشيرة البارحة، لكننا ما زلنا غير متأكدين؛ هل نستطيع السفر أم لا، فنحن لا نريد مواجهة مشاكل على الحدود أو في المطار”.

فيما قالت ناتاسيجارا في بيان مشترك لها مع المخرج أورلاندو فون آينسيدل: “إن الخوذات البيضاء هم من أكثر فرق الإغاثة الإنسانية التي عرفناها إلهاماً، وإنه لشرف كبير أن نشاركهم منصة عالمية للتعريف بعملهم الرائع.. إن قصتهم في هذه الأيام تحديداً واحدة من أكثر القصص التي تمس وجدان جيلنا”.

ويعطي فيلم The White Helmets الوثائقي، المرشح عن فئة الوثائقيات القصيرة التي تعالج مواضيع بعينها، لمحة عن الحياة اليومية لفرق الدفاع المدني السورية التي يتطوع أفرادها ليكونوا عمال إغاثة في هذا البلد الذي مزقته الحرب.

وقال خطيب في بيان له يوم الجمعة: “من المهم أن يعي الكل أن في سوريا أناساً يريدون الأشياء نفسها التي يريدها الكل: السلام والوظائف والعائلة والحياة دون خوف من القنابل؛ وهذا ما آمل أن يوصله الفيلم”.

وقد استقطب الفريق منذ انطلاقه عام 2013، أكثر من 3 آلاف متطوع، وتحدث عن إنقاذه حياة أكثر من 78 ألف شخص.

أما عن سبب التسمية، فيستمد الفريق اسمه من القبعات البيضاء الصلبة التي يرتديها متطوعوه وحظيت باهتمام دولي؛ لتحلي أفرادها بالشجاعة في مهماتهم الإغاثية التي كثيراً ما تُسجل بالكاميرا وتُنشر على الشبكات الاجتماعية.

يقول صالح: “الفيلم فرصة هامة للحديث عن المعاناة في سوريا”.

وقد قُتل أكثر من 310 آلاف شخص منذ بداية الحرب السورية في مارس/آذار 2011، كما اضطر أكثر من نصف مواطني البلاد إلى الفرار من بيوتهم.

 

يقول صالح: “لقد استغرق الوثائقي منا الكثير من الجهد لصنعه، ففي الفيلم أناسٌ فارقوا الحياة بعد تصويرهم، كما ترى فيه أيضاً معدات تعرضت للتدمير بعد ذلك”.

ويتابع القول: “إن هذا الفيلم هو بمثابة التاريخ بالنسبة لنا. نأمل أن نفوز بجائزة الأوسكار؛ لأن هذا سيمنح الخوذات البيضاء دعماً معنوياً ليظهر لهم أن تضحياتهم لم تذهب هباء”.

والشهر الماضي، بدا كأن صانعي الفيلم السوريين لن يتمكنوا من المجيء إلى حفل الأوسكار بسبب مرسوم ترامب الرئاسي الذي يحظر دخول الولايات المتحدة على مواطني إيران والعراق وليبيا والصومال والسودان وسوريا واليمن لمدة 90 يوماً.

وكان قضاة من محكمة الاستئناف الأميركية، الأسبوع الماضي، قد تمكنوا من إيقاف العمل بحظر ترامب للسفر، بيد أن الرئيس الجمهوري قال إنه ينوي إصدار مرسوم جديد بشأن الهجرة.

وأما من ناحية أخرى، فقد قال المخرج الإيراني أصغر فرهادي والممثلة ترانه عليدوستي التي أخذت دور البطولة في فيلمه الناطق بلغة أجنبية والمرشح لجائزة أوسكار The Salesman “البائع”، إنهما سوف يقاطعان حفل توزيع جوائز الأوسكار؛ احتجاجاً منهما على القيود التي فرضها ترامب على السفر.

عن موقع Middle East Eye البريطاني. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.

يقول محدّثي :
لمّا تخرج الكلمة للعلن …فلا سلطة لك عليها …
كل يرميها بسهم عينه ..

 

ماهر حمصي

إبداع بلا رتوش
إشترك في القائمة البريدية