1
من الواضح أن معركة إدلب ( التي خطط لها النظام من سنوات ) وصلت إلى حد كبير من التعقيد بسبب عدم تمكن الدول المعنية من إيجاد حل غير كارثي .
– سأبقى أذكر ما قاله لي جون كيري (عام 2017 ) ردا على سؤالي له حول مستقبل إدلب ، لقد اختصر الإجابة بقوله ( ستكون حرب إبادة ، ولا أحد سيسأل ) .
– كان النظام يريد تجميع من سماهم إرهابيين ( من الذين رفضوا المصالحات ) ليقضي عليهم جميعا .
– وليس سراً أن النظام هو المسؤول الأول عن وجود التنظيمات الدينية المتطرفة ، فوجودها أتاح له تحويل قضية الثورة الشعبية التي انتفضت ضده إلى حرب دولية على الإرهاب ، تم فيها طمس مطالب الشعب السوري بالحرية والكرامة والديموقراطية ، وتم تجاهل ملايين الضحايا من قتلى وشهداء ومعتقلين وجرحى ومعوقين فضلاً عن ملايين اللاجئين والمشردين والنازحين .. والموتى بلا قبور .
2
– وأما روسيا التي دخلت بكل قواها وقدراتها العسكرية لقمع ثورة الشعب السوري وتمكين النظام ، فهي تجد نفسها اليوم في إدلب أمام خيارات صعبة ،، في مواجهة موقف تركيا التي تخشى تدفق ملايين النازحين الجدد إليها في حال دخول النظام واستيلائه على إدلب ، و قد حذرت أوربا من تدفق مليوني لاجىء جدد إليها عبر البحر .
3
– فأما المواطنون السوريون في إدلب ( وهم من كل أنحاء سورية ) فهم يدركون أن دخول النظام سيعرضهم لإبادة جماعية بسبب الحقد الدفين القديم ، المتجدد ، والنظام لايملك أية نية في تغيير سلوكه أو القبول بحلول سياسية ، بل هو يصعد حملته العسكرية ، ويقوم بحملات إبادة وتدمير شامل للمنطقة ، ويجد مساعدة ضخمة من حلفائه الروس والإيرانيين والميليشيات الطائفية المصممين على متابعة الإبادة .
– يريد النظام أن يهاجر سكان إدلب وأرياف حماه وحلب ، لأنه يرى أن سورية صارت في وضع أفضل بكثير مما كانت عليه قبل عام 2011 حيث تحقق نسيج اجتماعي متوازن ، وكاد أهل السنة الباقون ( وفيهم موالون للنظام ) يصيرون أقلية مثل سواهم من الأقليات ، وسيكون الوضع أفضل بكثير للنظام إذا بلغ عدد المهاجرين والنازحين من سورية 15 مليون مواطناً .