الولولة بصوت منخفض ( قصة )
لم تكن ميساء الحمصية جميلة الجمال المعروف الشائع، فهي تمتلك عينين كبيرتين رماديتين ما إن تنظرا إلى الرجال حتى يشعر الرجال أنهم أحياء وجياد تصهل متأهبة للفوز في أي سباق، فلا تبالي بهم إذ كانت تهتم بعملها أكثر من اهتمامها بالرجال، فهي معلمة في مدرسة ابتدائية، مخلصة لمهنتها، ومحبة لتلميذاتها الصغيرات، وتتفانى في تعليمهمن، وقد سيطر عليها الهم والغم عندما اضطرت إلى التوقف عن التدريس بعد أن قصفت طائرات حربية مدرستها وجعلتها تراباً وحجارة وجعلت معظم التلميذات والمعلمات أشلاء، وكان عدد الناجين قليلاً، وميساء الحمصية كانت مصادفة من الناجيات، واختارت منذ ذلك اليوم أن ترتدي ثياب الحداد في كل الأوقات، وتوقعت ألا تتخلى عن تلك الثياب لأن إهلاك البشر والحجر مستمر في كل مكان بحماسة ويحظى بالتقدير والتشجيع والرعاية.