القدس.. حين تواسينا (المشاهدات) لـ : عز الدين زكور

[dt_fancy_image image_id=”58532″ onclick=”lightbox” width=””]

القدس.. حين تواسينا (المشاهدات)

[ult_ihover thumb_height_width=”180″][ult_ihover_item title=”عز الدين زكور” thumb_img=”id^58458|url^http://ebd3.net/wp-content/uploads/2017/12/عزالدين-زكور.jpg|caption^null|alt^null|title^عزالدين زكور|description^null” hover_effect=”effect13″ title_font_color=”#2cd3b4″ desc_font_color=”#2cd3b4″ block_border_size=”1″ title_responsive_font_size=”desktop:22px;” title_responsive_line_height=”desktop:28px;” desc_responsive_font_size=”desktop:12px;” desc_responsive_line_height=”desktop:18px;”]مدوّن سوري[/ult_ihover_item][/ult_ihover]
[dt_quote type=”pullquote” layout=”left” font_size=”big” animation=”none” size=”1″]خيبة من كوني عربي، أنّ أول مظاهرة منددة للقرار الأمريكي كانت من عاصمة غير عربية وهي إسطنبول، ومن كوني سوريّ ضلّت عشرات الميليشيات طريق القدس في مدن وبلدات بلاده، وبنظام حاكم صدّع رؤوس العالم بالمقاومة والممانعة تفرّغ لقتل شعبه[/dt_quote]
قررت ألا أغيّر صورة صفحتي الشخصية على (فيس بوك) بالإطار التضامني مع القدس عاصمة لفلسطين، في الوقت الذي يستعدُّ فيه العالم لهذا الحدث التاريخي المخزي، حتى لا يراودني ذاك الصوت البغيض، ويُذكّرني أنّنا من أمّة إذا غضبت غيّرت صورة (بروفايلها) على مواقع التواصل، أو حرّكت جيشاً أوله في (تويتر) وآخره في (فيس بوك)، ويعيد عليّ هذا الشريط التشاؤمي، ويزيد من خيباتي الكثيرة خيبات وخيبات أخرى، ولا لأنّها ليست الحقيقة، لكن حتى هذه الخيبة باتت مشوّشة غير واضحة، يشوبها الكثير من المبهمات فرضتها مجموعة الصراعات التي تحيط بالقدس وقضيته، بدايةً من سوريّا.

نعم أعلنها بكل وقاحة الرئيس المجنون، الأصفر “ترامب” عاصمةً لإسرائيل بقرار اعتبره متأخّر، وخرج رئيس الوزراء الإسرائيلي “نتنياهو” محتفياً بالقرار الأمريكي، مصرحاً: “لن يكون هناك سلام بدون الاعتراف بأورشليم كعاصمة إسرائيل، تصريحات الرئيس ترامب تساعد في دفع السلام قدما لأنها تربط جميع الأطراف بالواقع على الأرض”. أعلن الجدار الفيسبوكي منذ ساعات الصباح الأولى، استنفاراً على القرار الأمريكي المنتظر الذي سيُدخل الاحتلال الإسرائيلي مرحلة جديدة ومفصلية من قيام كيانه في قلب البلاد العربية، وفي هذه اللحظات المصيرية من تاريخ قضية العرب جمعاء، لم يجد الشارع العربي سوى زعماء البلاد محطّ ملامة ولعن وشتم، وبهذه السمنفونية المكررة والمستهلكة تجهّزت الشعوب لاستقبال الخبر، إلّا أنّ شريحة كبيرة من شعوب الربيع العربي بحكم تجربتها وعداوتها المباشرة مع زعماء بلادها اعتبرت حتّى اللعن والشتم وسبّ الحكومات مرحلة قديمة وتجاوزتها منذ زمن فأخذت لنفسها طابعاً من الحكمة والوقار وسلّمت الأمر لصاحب الأمر. على العموم يمكن القول: “إنّ تحريك ملف القدس من جديد وحّد مشاعر الشعوب العربية بخطوط عريضة تتعلق بأدبيات القضية، في وقتٍ تشهد فيه شرخاً كبيراً حتى في أدنى تقسيماتها وتكويناتها، وخاصةً بعد اندلاع الثورات العربية”.

“تشويش مستجد”

حملت هذه النكسة في طيّاتها تشويشاً مستجداً أمام الجماهير المناصرة، وكسوريّ اختزِل أبرز أدواتها بآلاف الميليشيات الطائفية والمؤدلجة على أعتاب المدن السوريّة، رفعت شعار القضية الفلسطينية عالياً لسنين طوال، فضلاً عن جماعات ناصرت النظام السوري في ريف دمشق وحلب وتساهم في حصار الأطفال في مناطق متعددة من الجغرافية السورية، وتورّطت بسفك دماء الأبرياء في سوريا، ولن يغيب “فرع فلسطين” هذا الاسم، من ذاكرة كثيرٍ من المعتقلين ممن غُيّبوا في زنازينه آلاف الليالي وذاقوا أمرّ حفلات التعذيب، شذّ على إثر ذلك شريحة صغيرة، أبدت رفضها للقرار الأمريكي، لكن وجدت عدم إدانتها للأمريكيين وتعاطفها مع أدوات المقاومة المطبّعة إيرانيّاً، والمراوغة لفتح قنوات تواصل جديدة مع النظام، حقّاً طبيعياً يوفّر عليها عناء مقارعة عدو جديد للثورة السوريّة، إلّا أنّه لا يمت للواقع بأي صلة، لطالما عطّلت أمريكا بإملاء إسرائيلي أي ضربة موجعة على النظام السوري.

“خيبات متلاحقة”

خيبة الأمل الحقيقية تكمن بكون القدس ما زالت محتلّة، وقرار نقل السفارة الأمريكية مقدمة لإعلانها عاصمة الإسرائليين نتاج طبيعي لاحتلالها، خيبة أخرى من كوني عربي، أنّ أول مظاهرة منددة للقرار الأمريكي كانت من عاصمة غير عربية وهي إسطنبول، ومن كوني سوريّ ضلّت عشرات الميليشيات طريق القدس في مدن وبلدات بلاده، وبنظام حاكم صدّع رؤوس العالم بالمقاومة والممانعة تفرّغ لقتل شعبه، وبصديقي الذي تمتم لي برسالة “وتسيّة” يذكّرني فيها أننا الجيل الذي أعلن في عهده القدس عاصمة للمحتل واستُحلّ المسجد الأموي وهدّدتِ الكعبة”.

“المشاهدات” تواسينا

زفّ لنا أحد الأصدقاء نبأ، أن الشعوب العربية لم تنَم بعد، فالمشاهدات زادت آلاف المرّات على (يوتيوب) و(تويتر) لأغاني المقاومة والنضال الفلسطيني مثل أغنية ” فلسطين عربية” و”وين الملايين” وغيرها، عندها ما كان منّي إلا أن توجّهتُ قبلةً وحمدتُ الله على عزيمة الجماهير الغفيرة التي قررت أن تُحيِيَ الليل على حماس أغاني النضال والمقاومة، وعلمتُ أنّ الأمة ما زالت بخير.

يقول محدّثي :
لمّا تخرج الكلمة للعلن …فلا سلطة لك عليها …
كل يرميها بسهم عينه ..

 

ماهر حمصي

إبداع بلا رتوش
إشترك في القائمة البريدية