وأخيراً جاء (الردّ) الذي ينتظره السوريون لـ : عز الدين زكور

[dt_fancy_image image_id=”58467″ onclick=”lightbox” width=””]

وأخيراً جاء (الردّ) الذي ينتظره السوريون

[ult_ihover thumb_height_width=”180″][ult_ihover_item title=”عز الدين زكور” thumb_img=”id^58458|url^http://ebd3.net/wp-content/uploads/2017/12/عزالدين-زكور.jpg|caption^null|alt^null|title^عزالدين زكور|description^null” hover_effect=”effect13″ title_font_color=”#2cd3b4″ desc_font_color=”#2cd3b4″ block_border_size=”1″ title_responsive_font_size=”desktop:22px;” title_responsive_line_height=”desktop:28px;” desc_responsive_font_size=”desktop:12px;” desc_responsive_line_height=”desktop:18px;”]مدوّن سوري[/ult_ihover_item][/ult_ihover]

[dt_quote type=”pullquote” layout=”left” font_size=”big” animation=”none” size=”1″]أمين زكور
بكى الجعفري حتى تخضبت السكسوكه وبكت بثينه حتى سالت كحلتها وناحت الجماهير الغفيره وهي تهتف بكرا الرد وبكرا[/dt_quote]

في الخبر: إسرائيل تقصف مواقعاً للنظام السوري في ريف دمشق ليلاً. (خبر اعتيادي)
فسّر (محمد السلوم) في تدوينة قديمة له على موقع (العربي الجديد) السبب الحقيقي لاختيار ضباط النظام الاحتفاظ بحق الرد، وكتب من حوار له مع قائد كتيبة الصواريخ، أنذاك أثناء خدمته العسكرية:
– هل صدقت قصة الاختبارات؟ هل صدقت أنني أعرف ما الذي تعنيه كل هذه الأزرار؟ يا محمد لقد استغرقنا تجهيز الصاروخ ثلاث ساعات، يكون فيها الطيار الإسرائيلي قد انطلق من تل أبيب وقصف دمشق ثم أخذ جولة في سورية وصولاً إلى الحدود التركية، ثم عاد فهبط في المطار، وذهب إلى بيته، وقبل زوجته، وتناول الغداء، وشرب الشاي، واستسلم لقيلولته، فيما نحن لم ننته بعد، لذلك فإن الاحتفاظ بحق الرد أسرع وأكثر جدوى!

في ثمانينات القرن الماضي، كان والدي (امين زكور) في “واجب” الخدمة العسكرية، اختطفت إسرائيل طيارة مدنية تقلّ (عبد الله الأحمر)، الأمين العام المساعد لحزب البعث أنذاك، مضت 8 ساعات ولم يخرج أي تصريح رسمي من القيادة الممانعة، لكن تجرأ أحدهم في أجواء حماسيّة نضالية وسأل بمحاضرة يعقدها (أسكندر لوقا) مستشار حافظ الأسد عن ردّ القيادة الحكيمة، وكان الجواب من (لوقا) للجماهير الكادحة: اجتمع سيادة الرئيس مع عدد من الضباط وخلال ساعات سيكون هجوماً عنيفاً على العمق الإسرائيلي، وكانت كالبشارة بيوسف لأبيه يعقوب، عند الجماهير المتعطشة وقتها، وطالبهم فقط بالانتظار.

والجماهير لم تُكذّب خبراً، بقيت تنتظر (الردّ) من سنة 83 حتى 2011، وتوقفت شريحة كبيرة عن الانتظار، فيما واصلت بقية الجماهير الممانعة تنتظر الردّ والقيادة تحتفظ، وأخيراً جاء الرد هذه المرّة من فيلسوف الأمة وجيوسياسيها وحبر الممانعة، تذكرة (غسان بن جدو) ومفتاح خزائن الممانعة عماد الشعيبي، رداً دقيقاً لا انحراف فيه ولا يحتمل أي حماسة زائدة قد تودي باللحظة المصيرية للشعوب الممانعة:

“ماحدث قبل قليل من تصدٍ للضربة الإسرائيلية بسلاح معدٍّ للحروب، يخفى في المعارك ويستخدم بالحروب، يعني بلغة (الاستراتيجيا العسكرية) أن الوضع بلغ درجة ما هو أعلى من معركة وأقل بدرجة من حرب”. ركّزوا -يرعاكم الله – على دقة الدرجة.

“الرد فيه مسحة تتجاوز المحلي و الإقليمي. لأن السلاح ليس محض محليّ. يجب قراءته منا بهدوء وبرصانة وبلاحماسة زائدة. ثمة لحظة فارقة وتداعياتها تُحسب بحسابات أدق”

وعندها بكيَ الجعفري وبكيَت بثينة شعبان وغشي على وليد المعلم وأصابت القشعريرة أرجاء البلاد.

يقول محدّثي :
لمّا تخرج الكلمة للعلن …فلا سلطة لك عليها …
كل يرميها بسهم عينه ..

 

ماهر حمصي

إبداع بلا رتوش
إشترك في القائمة البريدية